إمكانية الوصول الرقمي تعني تصميم عروضك الرقمية وإنشائها بطريقة تتيح لجميع الأشخاص التفاعل مع موقعك الإلكتروني أو تطبيقك أو منتجك الرقمي الآخر بطريقة مفيدة ومتساوية، بغض النظر عن قدراتهم العقلية أو البدنية.
ولكن كيف يمكن قياس إمكانية الوصول إلى منتج رقمي؟ كيف تعرف ما إذا كان المحتوى مناسبًا لجميع المستخدمين؟
مقدمة حول اختبار إمكانية الوصول
هناك العديد من الطرق لاختبار إمكانية الوصول إلى منتج رقمي. إحدى الطرق الأساسية هي تقييمها وفقًا لمجموعة من معايير تسهيل الاستخدام.
هناك العديد من أنواع معايير تسهيل الاستخدام. عادةً ما يحدّد المجال الذي تعمل فيه أو نوع المنتج أو القوانين والسياسات المحلية والوطنية أو أهداف تسهيل الاستخدام الشاملة مجموعة الإرشادات التي يجب اتّباعها والمستويات التي يجب استيفاؤها. إذا لم يكن هناك معيار محدد مطلوب لمشروعك، ننصحك باتّباع أحدث إصدار من إرشادات إتاحة محتوى الويب (WCAG).
يُشار عادةً إلى اختبار منتجك الرقمي وفقًا لمعيار تسهيل الاستخدام ومستوى التوافق باسم تدقيق تسهيل الاستخدام. تستخدم عملية تدقيق إمكانية الوصول إلى المحتوى منهجيات وتقنيات وأدوات متنوعة، بما في ذلك اختبار التصميم والاختبار الآلي واليدوي واختبار التقنيات المساعدة.
إجراء تدقيق في إمكانية الوصول لتحديد مستوى الامتثال الأساسي لمعايير إمكانية الوصول في منتج رقمي ومع ذلك، لا يكفي إجراء هذا الاختبار مرة واحدة في بداية المشروع لتحديد ما إذا كان المنتج يتيح استخدام التكنولوجيا المساعدة. يجب إجراء عملية التدقيق هذه عدة مرات خلال دورة حياة منتج البرنامج للتحقّق من التغييرات في مستوى المطابقة، وذلك استنادًا إلى مجموعة من نقاط التحقّق أو الإرشادات المحدّدة مسبقًا بشأن تسهيل الاستخدام.
إرشادات إتاحة محتوى الويب (WCAG)
إرشادات إتاحة محتوى الويب (WCAG) هي مجموعة دولية من معايير تسهيل الاستخدام تم تطويرها من خلال W3C، بالتعاون مع الأفراد والمؤسسات. تهدف إرشادات WCAG إلى توفير معيار مشترك واحد لتسهيل الاستخدام الرقمي يلبي احتياجات الأفراد والمؤسسات والحكومات في جميع أنحاء العالم.
تم تصميم إرشادات WCAG في المقام الأول لمصمّمي ومطوّري التطبيقات الأصلية على الأجهزة الجوّالة والتطبيقات المستندة إلى الويب. في المقابل، يستفيد الكثيرون، بمن فيهم مطوّرو البرامج وصنّاع المحتوى والمحرّرون وجميع مستويات الإدارة، من فهم التقنيات المستندة إلى WCAG وتطبيقها في عملهم. قد تنطبق معايير W3C إضافية على دورك، بما في ذلك إرشادات تسهيل استخدام أدوات التأليف (ATAG) وإرشادات تسهيل استخدام وكلاء المستخدمين (UAAG)، لذا احرص على مراجعة قائمة معايير W3C واستخدام المعايير الأكثر صلة بدورك ومشروعك.
في ما يتعلق بتسهيل الاستخدام، تُعد إرشادات WCAG "المعيار الذهبي" لاختبارات التوافق. تم إصدار المسودة الأولى من إرشادات WCAG في 1999. الإصدار الحالي هو WCAG 2.2. يتوفّر مسودة استكشافية لمعيار WCAG 3.0 منذ أيار (مايو) 2024، ولكن من غير المتوقّع أن يصبح معيارًا كاملاً من W3C قبل بضع سنوات أخرى.
تتضمّن إرشادات WCAG ثلاثة مستويات لمعايير النجاح: A وAA وAAA. تحدّد معايير النجاح مدى التوافق مع إرشادات إتاحة محتوى الويب. لتحقيق توافق معايير WCAG، يجب أن يستوفي المنتج الرقمي الذي تختبره معايير النجاح الخاصة بالمستوى المستهدف.
30
معيار نجاح
20
معايير نجاح AA
28
معايير النجاح AAA
بالنسبة إلى المعيار الحالي (WCAG 2.2)، هناك 78 معيارًا للنجاح إجمالاً، موزّعة على كل مستوى. من المهم ملاحظة أنّ كل مستوى من مستويات المطابقة متدرّج، ما يعني أنّه إذا كان هدفك المتعلّق بسهولة الاستخدام هو AA، عليك استيفاء معايير النجاح الخاصة بالمستويَين A وAA لتحقيق هذا المستوى من المطابقة.
30
اجتياز المستوى A
50
استيفاء المستوى A وAA
78
اجتياز المستوى A + AA + AAA
مبادئ تسهيل الاستخدام
معايير النجاح في إرشادات إتاحة محتوى الويب (WCAG) هي مجموعة مهمة جدًا من الإرشادات التفصيلية التي توضّح للمصمّمين والمطوّرين كيفية إنشاء مواقع إلكترونية وتطبيقات يمكن للجميع استخدامها. من المهم فهم هذه الإرشادات لمعالجة المشاكل التي تنشأ في اختبارات التوافق مع تسهيل الاستخدام، ولكن سرعان ما تصبح الإرشادات فنية للغاية.
إذا كنت جديدًا في هذا المجال، ابدأ بمبادئ WCAG—إمكانية الإدراك وإمكانية التشغيل وإمكانية الفهم والمتانة (POUR). من خلال تطبيق مبادئ POUR على منتجاتك الرقمية، يمكنك التركيز على كيفية استخدام الأشخاص الحقيقيين لمنتجاتك، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة.
قابلة للإدراك
الفئة الأولى في POUR هي إمكانية الإدراك. ينص هذا المبدأ على أنّه يجب أن يتمكّن المستخدمون من إدراك جميع المعلومات الأساسية على الشاشة، ويجب نقلها إلى حواس متعددة.
اطرح على نفسك السؤال التالي: هل يتضمّن منتجك الرقمي أي محتوى أو وظيفة لا يمكن لشخص يعاني من عجز معيّن إدراكه؟ احرص على مراعاة جميع أنواع الإعاقات المختلفة، مثل الإعاقات البصرية والحركية والسمعية والمعرفية والنطقية، واضطرابات الدهليز والنوبات، وغير ذلك.
أمثلة
- إضافة نصوص بديلة إلى جميع الصور غير الزخرفية والرموز الأساسية
- إضافة تسميات توضيحية ونصوص وفيديوهات تتضمّن وصفًا صوتيًا
- التأكّد من أنّ اللون ليس الطريقة الوحيدة لنقل المعنى
قابلة للتشغيل
الفئة الثانية هي "قابل للاستخدام". بموجب هذا المبدأ، يجب أن يتمكّن المستخدمون من تشغيل واجهة المنتج الرقمي. يجب ألا تتطلّب الواجهة تفاعلاً لا يمكن للمستخدم تنفيذه.
اسأل نفسك: هل يمكن للمستخدمين التحكّم في العناصر التفاعلية لمنتجك الرقمي؟ هل هناك أي مشاكل في ترتيب التركيز أو أي مشاكل في استخدام لوحة المفاتيح؟ كيف يتم التعامل مع واجهات اللمس؟
أمثلة على المحتوى القابل للتشغيل
- إضافة إمكانية استخدام لوحة المفاتيح والشاشة التي تعمل باللمس إلى جميع العناصر النشطة
- التأكّد من توفّر كل عناصر التحكّم اللازمة في عروض الشرائح والفيديوهات
- منح المستخدمين وقتًا كافيًا لملء نموذج أو توفير طريقة لتمديد الوقت
مفهوم
الفئة الثالثة من مبادئ POUR هي "قابلية الفهم". بموجب هذا المبدأ، يجب أن يفهم المستخدمون المعلومات وطريقة عمل واجهة المستخدم.
اسأل نفسك: هل المحتوى مكتوب بوضوح؟ هل يسهل فهم جميع التفاعلات؟ هل ترتيب الصفحة منطقي بالنسبة إلى المستخدمين الذين لا يعانون مشاكل في النظر، والمستخدمين الذين يعتمدون على لوحة المفاتيح فقط، والمستخدمين الذين يعتمدون على برامج قراءة الشاشة؟
أمثلة
- اكتب ببساطة. لا تستخدم كلمة معقّدة إذا كانت كلمة بسيطة ستفي بالغرض.
- تأكَّد من أنّ منتجك الرقمي يتيح التنقّل بشكل متوقّع.
- احرص على أن تكون رسائل الخطأ واضحة وسهلة الحلّ.
Robust
الفئة الأخيرة هي "قوي". يركّز هذا المبدأ على توفير الدعم لتقنيات تسهيل الاستخدام وضمان بقاء المنتج الرقمي متاحًا مع تطوّر الأجهزة وبرامج وكيل المستخدم.
اطرح على نفسك السؤال التالي: ما هي أنواع التكنولوجيا المساعدة التي توفّرها؟ هل يعمل منتجك الرقمي فقط على أحدث المتصفّحات أو أنظمة التشغيل؟ هل تعمل على جميع نقاط التوقف وفي اتجاهات الأجهزة المختلفة؟
أمثلة
- اختبِر التنقّل بلوحة المفاتيح فقط.
- اختبِر باستخدام تقنيات مختلفة لقراءة الشاشة.
- تأكَّد من إمكانية الوصول إلى كل المحتوى والوظائف بغض النظر عن حجم الجهاز أو اتجاهه.
الخاتمة
تذكَّر أنّ الهدف من POUR ليس الالتزام الصارم بالقواعد الثابتة. بل هي طريقة تساعدك على فهم الاحتياجات المتنوعة للمستخدمين وتلبيتها.
التحقّق من فهمك
اختبِر معلوماتك حول قياس إمكانية الوصول.
ما هو أعلى مستوى لأداء إرشادات إتاحة محتوى الويب (WCAG)؟
ما هي أمثلة على المحتوى القابل للتشغيل؟